​​
تاريخ النشر: 1440/01/10
الموافق: 20/09/2018
الوسيلة: وكالة الأنباء السعودية
العدد:

2017092201.jpg


أكد معالي محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور عبدالعزيز بن سالم الرويس أن ذكرى اليوم الوطني الـ 88 ترسم صورة مشرقة للتلاحم الفريد بين القيادة والشعب، وتتجلى صورة مضيئة لنهضة هذه البلاد، نستحضر عندها تاريخ المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -، مرورًا بإنجازات أبنائه الملوك من بعده - رحمهم الله - حتى هذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، يؤازره عضده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله -.
وقال : تشهد المملكة في هذه المرحلة قفزات نوعية برؤية عصرية، قائمة على دراسة الحاضر واستشراف المستقبل، ووضع الخطط الكفيلة لاستمرار المملكة شامخة عزيزة، بدأ ذلك بإطلاق رؤية المملكة "2030" ثم برنامج التحول الوطني "2020"، فأصبحت المملكة تتحرك بخطة طموحة، وخطى واثقة، تستثمر إمكاناتها الكاملة، وعناصر قوتها المتينة لصناعة نموذج الدولة العصرية المثالية في اقتصادها وسياستها وكافة شؤونها.
وأوضح أن القيادة الرشيدة - أيدها الله - أدركت أن لدى المملكة فرصًا متنوعة تنتظر استثمارها، وأن لدى مختلف قطاعات الدولة مجالات غنية تترقب استغلالها، من أبرزها قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، الذي حظي بأولوية كبيرة في أعمال التطوير في بلادنا منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله -، فقد كانت تلك المرحلة تتطلب ربط مناطق المملكة المترامية الأطراف، فأصدر أمره الكريم في عام 1345هـ الموافق 1926م بإنشاء مديرية البرق والهاتف، وفي عام 1353هـ الموافق 1934م أنشأت حكومة المملكة (22) محطة لاسلكية لربط (22) مدينة وقرية في المملكة بالخدمات البرقية .
واستمرت بعد ذلك عناية الدولة بهذا القطاع، فكان برنامج التخصيص الذي يهدف إلى رفع كفاءة الاقتصاد الوطني، وزيادة قدرته التنافسية من خلال تحرير أسواق الخدمات وفتح باب المنافسة لتوفير خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات المتقدمة في جميع أنحاء المملكة بصورة شاملة، وبجودة عالية، وبأسعار مناسبة وذلك عبر عدة مراحل بدأت بتحويل الجهة الحكومية المقدمة لخدمات الاتصالات في عام 1418هـ الموافق 1998م إلى شركة تدار على أسس تجاريـة، ثم تلا ذلك مرحلة تنظيم قطاع الاتصالات وهيكلته ووضع الأنظمة واللوائح والإجراءات اللازمة له، بإنشاء هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في عام 1422هـ الموافق 2001م.
ويأتي قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات واحداً من أهم ركائز رؤية المملكة 2030، بعمله عبر مجموعة من المبادرات والبرامج على رفع مستوى الابتكار في التقنيات المتطورة، وتعزيز قيمة الاستثمار في الاقتصاد الرقمي، وترسيخ دعائم التجارة الإلكترونية، وتمكين التعاملات الحكومية الرقمية بما يسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة. وقد عملت الهيئة على تعزيز بنيتها التحتية، وزيادة الطيف الترددي المخصص لمقدمي الخدمات من خلال المزادات، الأمر الذي أدى إلى تحسين أداء شبكات الاتصالات اللاسلكية، وزيادة معدل سرعات الانترنت المتنقل (3) أضعاف مطلع هذا العام، وزيادة تغطية شبكات الجيل الرابع بنسبة (90%).
وعلى مستوى البيئة التنظيمية والتنافسية بقطاع الاتصالات، فقد قامت الهيئة بعمل عدد من المبادرات، منها مبادرة تحسين البيئة التنظيمية وذلك بمنح تراخيص موحدة لعدد من الشركات المؤهلة وإصدار عدد من التنظيمات الخاصة بتحفيز المشاركة بالبنية التحتية لتقليل تكاليف التشغيل، ومنها تعزيز الاستثمار بالبنية التحتية وذلك بخلق سوق جديد للبيع بالجملة على مستوى البنية التحتية؛ والذي مكن من إصدار ترخيص لإحدى الشركات الجديدة لدخول السوق، وعلى مستوى نضج التنافسية صدرت عدد من التنظيمات لضبط سوق الجملة والتجزئة, كما تعمل الهيئة على إصدار عدد من مؤشرات السوق واقتصاديات القطاع والتي تساعد في اتخاذ القرارات الاستثمارية والاحصائية والتنظيمية.
ومن الجهود البارزة أيضاً في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات تمكين الجيل الخامس في المملكة بفريق وطني يضم كل الشركاء في القطاع، حيث تم تحديد خطط مقدمي خدمات الهاتف المتنقل الاستراتيجية حيال إجراء التجارب والإطلاق التجاري للخدمة في المملكة، وتم بناء على ذلك الموافقة على أكثر من (900) موقع لإجراء التجارب فيها موزعة على مناطق المملكة خلال العام 2018م، وقد تم حتى الآن إطلاق التجارب في تسعة مواقع .
كما قامت الهيئة بإصدار رخص مؤقتة في النطاق الترددي (3.6-3.8) جيجاهرتز لشركات الاتصالات المرخص لها بتقديم خدمات الاتصالات العامة المتنقلة في المملكة لإجراء التجارب حول تقنية الجيل الخامس للهاتف المتنقل . وتؤكد الهيئة أنها تسعى لتوفير كافة الممكنات اللازمة لضمان إجراء تجارب تقنية الجيل الخامس بالمملكة بكل يسر وسهولة, حيث أن الموعد المتوقع لإطلاق التجارب ميدانياً هو في نهاية هذا العام.
ومما يشار إليه في هذا السياق ذلك الموسم العظيم الذي تتشرف به هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في كل عام ، وهو موسم الحج، الذي تواجه فيه شبكات الاتصالات ضغطاً عالياً، بل عالياً جداً بسبب ملايين خطوط الاتصال المتكتلة في موقع واحد، وبفضل الله كانت نتائج أداء الشبكة لموسم حج هذا العام 1439هـ من أفضل المواسم، برغم تسجيل تلك النتائج مستويات قياسية في حجم استهلاك البيانات والمكالمات الصوتية، فقد تجاوز حجم استهلاك البيانات في كل من مكة والمدنية حاجز (30 ) ألف تيرابايت، بنسبة زيادة بلغت (33%)عن العام الماضي، كما تجاوز عدد المكالمات التي تم إجراؤها حاجز (400) مليون مكالمة، كما تجاوز عدد مستخدمي الشبكة في كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة أكثر من (7,5) مليون مشترك.
أما على المستوى الدولي، فقد حققت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بدعم حكومة المملكة العربية السعودية العديد من الإنجازات، منها تصنيفها ضمن الدول الأعلى نضجاً في تنظيم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على مستوى العالم وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات، واعتبار سوقها للاتصالات وتقنية المعلومات الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بإنفاق يتجاوز (136) مليار ريال، وبحجم تجارة إلكترونية تبلغ (30) مليار ريال مما جعلها أكبر أسواق المنطقة. كل ذلك جعل المملكة العربية السعودية تتلقَّى إشادةً من الأمم المتحدة لدورها الرائد في المنطقة، ونمو مؤشراتها الدولية خلال السنتين الماضيتين.
وتؤكد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن هذه الأرقام تحمِّلها مسؤولية كبيرة في قراءة مستويات جودة الخدمات المقدمة، ومدى رضى المستفيدين، بهدف المحافظة على تميز هذا القطاع إقليمياً ودولياً، وتعزيز مكانة المملكة فيه بوصفها أنموذجاً جيداً في مجال سرعة النمو، وجودة الخدمة، واستدامة التطوير، والتحديث المستمر عمقاً واتساعاً، مع تأكيد الهيئة على التزامها الكامل بدورها في رؤية المملكة 2030، وعملها الدؤوب على بناء المجتمع الرقمي، وترسيخ ثقافة الإبداع، وتهيئة سبل الابتكار.


شارك على