​​
 
ثلاثُ سنوات فائضة بالعزم مليئة بالإصلاح
2017092201.jpg

على أرض وطن أبيّ، يقوده ملك مسدّد، ويسير به نحو القمة برؤية بعيدة، وطموح محلّق، وفكر ثاقب، ونظر فاحص، استطاعت بلادنا المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- أن تحقق قفزات تنموية وتطويرية وإصلاحية في مدة قصيرة تضيق عادة عن حجم الإنجازات الكبرى التي تحققت، إنها ثلاث سنوات، ثلاث سنوات فقط حافلة بالعطاء، فائضة بالحزم والعزم، مليئة بالإصلاح، لرسم معالم وطن راسخ، وإرساء قواعد دولة متحضرة، ورفع أعمدة شامخة لوطن عزيز، عزيز بسياسته واقتصاده وثوابته. ولا نزال في بداية الرحلة لوطن شامخ يعتز به أهله، ويرفعون أيدي المسألة لقائده المظفر بالتأييد والعون والسداد
وبتأمل واقع بلادنا المملكة العربية السعودية يمكن القول بثقة وتأكيد أن قائد ملحمة العز والشموخ، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- تمكن وهو لم يكمل سوى ثلاثة أعوام فقط في إدارة شؤون البلاد، من إنجاز عدد من الخطوات الشجاعة، وتحقيق حزمة من الأهداف الاستراتيجية، وتحديد طريق قويم لبلاده تسير عليه لتكوين وطن منافس، فها هو -أيده الله- يستشعر حجم الخطر الصامت الذي كان يدب نحونا من جهة الحدود الجنوبية للمملكة، فيأمر بشجاعة وحزم بإطلاق حملة عسكرية لدحر مكمن الشر هناك على أرض اليمن، وإعادة الأمور إلى نصابها ، ولاتزال رحى الحرب تدور هناك ببشائر نصر قريب بإذن الله يلوح في الأفق.
وعلى المستوى الداخلي فإن لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-يحفظه الله- قرارات شجاعة تعكس مدى الوعي والعمق لديه في فهم طبيعة هذه المرحلة، وما يجب العمل عليه لضمان تقدم المملكة واستمرار تنافسيتها الدولية، فكان الخروج عن الخط التقليدي في تكوين اقتصاد المملكة من النفط إلى استحداث مشروعات عصرية جديدة. إنها قفزة جديدة نحو عالم عصري يؤمن بالتحديث ويحارب الصور التقليدية.
وعلى صعيد آخر أطلق خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- حملة لمكافحة الفساد استهدفت تنقية الوطن من هذا الداء، وحفظ موارد الدولة، وحماية المال العام، فكانت هذه الحملة الشجاعة سبباً للردع ويقظة الضمير لدى كل من تسول له نفسه المساس بالمال العام، أو استغلال سلطته، أو توظيف موقعه لمكاسب شخصية. وقد وجدت هذه الحملة الجريئة قبولاً شعبياً عريضاً لكونها شاملة على جميع المفسدين دون مراعاة أو مجاملة لأحد. ومن جهة أخرى أثبتت هذه الحملة المساحة الكبيرة للأمانة لدى ذوي السلطة بأنواعها، إذ لم تحاسب تلك الحملة سوى شريحة قليلة جداً قياساً إلى عدد سكان هذا البلد الشامخ الطاهر، مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وفجر الإسلام.
وفي سياق متصل تمكن خادم الحرمين الشريفين -يرعاه الله- من تعزيز المكانة الدولية للمملكة، ومضاعفة قوتها، وتأكيد حضورها المؤثر في الأوساط الدولية، وأنها ذات الثقل الأكبر، والكفة الراجحة في المنطقة، وأنها إحدى أكبر موازين القوى على الصعيد الدولي، وأن لها القيادة والريادة، وأنها صاحبة التأثير الأوسع، وأن نفوذها العربي والإسلامي نفوذ مقدّر على الصعيد الدولي، وأنها ذات منعة وحصانة، وأن سورها عنيد، وأرضها محرمة على كل عدو وعابث.
وإلى جانب كل ذلك فقد أطلقت المملكة في هذا العصر الميمون رؤية استراتيجية للمملكة ترسم حاضرها ومستقبلها حتى العام 2030م، وهي رؤية طموحة دفعت عامة مؤسسات الدولة إلى استلهامها والعمل بموجبها في خططها الاستراتيجية، لتحقيق مستقبل أفضل للوطن والمواطن، وعيش رغيد، وحياة مثالية.
وتُعد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات واحدة من أبرز الجهات المعنية بتفعيل رؤية المملكة (2030)، إذ إن قطاع الاتصالات هو القطاع الأوسع انتشاراً على مستوى المملكة، وخدماته باتت مساوية في أهميتها لخدمات الماء والكهرباء، هذا بالإضافة إلى أن قطاع الاتصالات يساهم في إيرادات الدولة، ويمس بصورة مباشرة حياة كل فرد فيها، الأمر الذي جعل هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات تعمل بجدية مضاعفة لتكون خطواتها داعمة لرؤية المملكة، محققة لمضامينها، وهو ما دفعها لمواصلة الجهود والعمل على وضع خطة لنشر الالياف الضوئية للوصول لأكثر من مليونين منزل بحلول 2020 واستهداف  70%  من المنازل في المناطق النائية ضمن برنامج التحول الوطني2020م وتوفير وتهيئة البنية التحتية لخدمات الاتصالات للمزيد من سكان المراكز والقرى والهجر في أنحاء البلاد حيث تجاوز مجموع المراكز والقرى والهجر التي تمت خدمتها حتى اليوم أكثر من (17) ألف قرية وهجرة، كما تستهدف الهيئة زيادة القيمة المحلية المضافة للاتصالات وتقنية المعلومات لتصل إلى (100) مليار ريال سعودي تقريباً.
ويأتي ضمن أبرز مهام هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات حماية الأمن الفكري، وتحصين خصوصية الأفراد والمؤسسات، ومكافحة الجرائم المعلوماتية. وعلى المستوى الأخلاقي عبر الإنترنت تبذل الهيئة جهوداً كبرى لتنقية محتوى الأوعية الإلكترونية على الشبكة، وقد بلغ مجموع ما عالجته الهيئة سابقاً في هذا الشأن أكثر من خمسة ملايين طلب، وهذا بلا شك رقم كبير. وعلى مستوىً موازٍ تهتم الهيئة اهتماماً بالغاً بحماية الأطفال ضد الاستغلال عبر الإنترنت، وقد عالجت في عام واحد فقط أكثر من (1550) رابطاً مسيئاً لهم، الأمر الذي جعلها تتبنّى مشروعاً وطنياً يحمي الأطفال من مخاطر الإنترنت بالشراكة مع وزارة التعليم، وإطلاق عدد من المواد التوعوية على قناتها على اليوتيوب.             
إن ما سبق بيانه هو مجرد نافذة على جزء من جهود هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في خدمة الوطن والمواطن، تبيّن صورة من عملها المتوازي مع التوجهات الجديدة لهذا العصر الزاهر، عصر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله، الذي أتم اليوم ثلاث سنوات حافلة بالتقدم والعطاء، حقق خلالها إنجازات تتطلب عقوداً، الأمر الذي يؤكد أن وطننا الأبيّ يحلّق نحو المستقبل بقيادة حازمة، تتابع التغيرات على الصعيدين المحلي والدولي، وتُدرك حجم التحولات على مستوى المنطقة، وتؤمن برسالتها تجاه الوطن والشعب.
حفظ الله سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأمدّه بعونه وتوفيقه، وأطال في عمره ذخراً لشعبه وأمته، وأعانه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، سائلاً الله أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، وعلى حكومتنا الرشيدة عزها وتمكينها. 
  • التاريخ الهجري
  • 1439/04/03
  • التاريخ الميلادي
  • 21/12/2017